-A +A
فهيم الحامد
يعيش الطاغية بشار مع زبانيته في كوكب آخر، وفي خندق معزول عن العالم، لأنه يعلم جيدا أن نهايته قادمة عاجلا أم آجلا، سواء عبر قذيفة دبابة أو صاروخ أرض جو أو بتنكيل في ميدان دمشق.
ومن الواضح أن النظام الأسدي يتخبط ويحاول تغطية خطاياه ضد شعبه المناضل من أجل حريته وكرامته، عبر تصريحات زائفة يلقي فيها الاتهامات جزافا، وآخرها ما جاء على لسان وزير إعلام الطاغية أن الأحلام الموهومة تسيطر على تصريحات سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ردا على تصريحاته التي اعتبر فيها أن سورية أرضا محتلة.

نعم.. سورية أرض محتلة وتواجه غزوا خارجيا من قبل إيران ومليشيا حزب الله والمافيا الروسية التي باعت مصداقيتها بثمن بخس ومن أجل عقود عسكرية بالية ويجب اقتلاع هذا النظام البربري طوعا أو كرها.
من المؤكد أن الأزمة السورية تعتبر الأطول بين ثورات الربيع العربي من حيث بقاء النظام القمعي في موقعه لفترة سنتين، وذلك بسبب التعقيدات التي شهدتها الأزمة عبر دخول مافيا روسيا وملالي إيران كلاعبين رئيسيين فيها وتخاذل المجتمع الدولي في إنهاء مأساة الشعب السوري، وتحويل نظام بشار للأزمة من ثورة لتغيير النظام إلى حرب طائفية.
هناك منعطفات استراتيجية مهمة ساهمت وبشكل كبير في تأجيل إسقاط النظام من أبرزها الدعم الاستخباراتي والمساعدات المالية والعسكرية المتدفقة من روسيا وإيران، والعراق الذي فتح حدوده لتدفق الدعم العسكري، وتأخر وبطء الدول الكبرى الشديد في دعم الجيش السوري الحر بزعم وصول العتاد العسكري للإسلاميين، الأمر الذي أدى لتغيير موازين القوى العسكرية الاستراتيجية لمصلحة النظام من خلال الحضور الميداني لميلشيا حزب الله الذي كشف عن وجه حزب الشيطان الحقيقي ونزع رداء المقاومة المزعوم ولبس عباءة الطائفية القميئة عندما قرر قتل الشعب السوري.
وإذا كان نظام الطاغية والحرس الثوري الإيراني ومافيا موسكو ومليشيا حزب الله، يعتقدون أن الوضع في مسرح العمليات سيستمر كما هو للأبد فهم مخطئون وواهمون تماما، لأن الوضع الاستراتيجي العسكري سيتغير قريبا خاصة بعد قرار واشنطن والاتحاد الأوروبي بتسليح المعارضة.
وقد يستطيع نصر الله الرقص واللعب في أرض المعركة لفترة ما بعد إرساله آلافا من أفضل مليشياته لمساعدة النظام العلوي، ولكنه لن يستطيع الانتصار في النهاية لأن دماء الشعب السوري وتضحياته لن تذهب هباء منثورا.. والنصر قادم بإذن الله.